أمراض المثانة: الأنواع، الأسباب، الأعراض، والتشخيص والعلاج

تعتبر المثانة جزءًا أساسيًا من الجهاز البولي، وهي المسؤولة عن تخزين البول حتى يتم التخلص منه عبر عملية التبول. ورغم أنها تؤدي وظيفة حيوية مهمة، إلا أن المثانة قد تتعرض للعديد من الأمراض التي تؤثر في وظيفتها، سواء كانت تلك الأمراض ناجمة عن التهابات، مشاكل هيكلية، أو اضطرابات عصبية. في هذا المقال، سنستعرض أهم أمراض المثانة، بما في ذلك الأنواع المختلفة لهذه الأمراض، أسبابها، أعراضها، طرق تشخيصها، وأساليب علاجها.

1. التهابات المثانة (التهاب المثانة)

أسباب التهاب المثانة

يعد التهاب المثانة من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب هذه العضو، ويحدث عادة نتيجة عدوى بكتيرية تصيب جدار المثانة. أكثر أنواع البكتيريا المرتبطة بهذا الالتهاب هي الإشريكية القولونية (E. coli)، التي عادة ما تتواجد في الأمعاء وتنتقل إلى المثانة.

من بين الأسباب الأخرى لالتهاب المثانة:

• استخدام القسطرة: يمكن أن يؤدي إدخال القسطرة في المثانة إلى إدخال البكتيريا إليها.

• العلاقات الجنسية: حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا من الأعضاء التناسلية إلى المثانة أثناء الجماع.

• وجود حصوات المثانة: قد تؤدي حصوات المثانة إلى تهيج جدار المثانة وزيادة خطر الإصابة بالتهاب.

الأعراض

تتفاوت الأعراض حسب شدة العدوى، لكنها تشمل عادة:

• ألم أو حرقة عند التبول.

• زيادة الرغبة في التبول بشكل متكرر.

• تغير في لون البول (قد يصبح عكرًا أو مائلًا إلى الأحمر).

• ألم في أسفل البطن.

• رائحة كريهة للبول.

التشخيص والعلاج

عادة ما يتم تشخيص التهاب المثانة بناءً على الأعراض والفحوصات المخبرية، مثل فحص البول للكشف عن وجود بكتيريا أو خلايا دم بيضاء. يتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية التي تحد من نمو البكتيريا المسببة للعدوى. في بعض الحالات المتكررة، قد يلزم تناول مضاد حيوي طويل الأمد.

2. سلس البول

أسباب سلس البول

سلس البول هو حالة شائعة تتمثل في فقدان القدرة على التحكم في البول. قد يكون ناتجًا عن العديد من العوامل، منها:

• ضعف عضلات المثانة: قد تصبح العضلات التي تتحكم في عملية التبول ضعيفة أو غير قادرة على إغلاق المثانة بشكل صحيح.

• الحمل: الضغط الناتج عن الجنين في الرحم قد يضغط على المثانة، مما يؤدي إلى تسريب البول.

• الإصابات العصبية: مثل السكتة الدماغية أو إصابات الحبل الشوكي التي تؤثر على الأعصاب المسؤولة عن التحكم في التبول.

• جراحة المثانة: قد تؤدي بعض الجراحات، مثل استئصال الرحم، إلى التأثير على الأعصاب أو العضلات المسؤولة عن المثانة.

الأعراض

• تسرب غير إرادي للبول عند السعال، العطس، أو الضحك.

• شعور مفاجئ بالحاجة الملحة للتبول مع عدم القدرة على الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.

• التبول بشكل غير متحكم فيه.

التشخيص والعلاج

يتم تشخيص سلس البول من خلال التاريخ الطبي والفحوصات السريرية، مثل اختبار التبول لتحديد مدى قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول. تشمل خيارات العلاج العلاج الطبيعي لتقوية عضلات قاع الحوض، الأدوية التي تساعد على تقليل فرط النشاط في المثانة، أو في بعض الحالات الجراحة لتحسين وظيفة المثانة.

3. حصوات المثانة

أسباب حصوات المثانة

حصوات المثانة هي تكوينات صلبة من المعادن التي تتشكل داخل المثانة بسبب تراكم المعادن والبكتيريا. قد تتكون هذه الحصوات في حالات متعددة، مثل:

• قلة شرب الماء: يؤدي قلة شرب السوائل إلى تركيز البول وزيادة احتمالية تكوّن الحصوات.

• التهاب المثانة المزمن: قد تساهم الالتهابات المتكررة في تكوين الحصوات.

• مشاكل في إفراغ المثانة: مثل تضخم البروستاتا، قد يؤدي إلى احتباس البول وتكوين حصوات.

الأعراض

• ألم شديد عند التبول.

• إحساس بالضغط في أسفل البطن.

• وجود دم في البول.

• شعور بعدم اكتمال التبول.

التشخيص والعلاج

عادة ما يتم تشخيص حصوات المثانة من خلال الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية. يشمل العلاج الأدوية لتقليل الألم والتخلص من الحصوات الصغيرة، بينما قد يتطلب العلاج الجراحي الحصوات الأكبر أو تلك التي تتسبب في انسداد المسالك البولية.

4. سرطان المثانة

أسباب سرطان المثانة

يعتبر سرطان المثانة من أنواع السرطان التي تصيب المثانة، ويعد التدخين هو العامل الأكثر ارتباطًا بالإصابة به. كما يمكن أن يكون التعرض للمواد الكيميائية في أماكن العمل أحد العوامل المساهمة، فضلاً عن العوامل الوراثية.

الأعراض

• دم في البول.

• ألم أثناء التبول.

• حاجة ملحة للتبول.

• فقدان الوزن غير المبرر.

التشخيص والعلاج

يتم تشخيص سرطان المثانة من خلال الفحوصات التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، بالإضافة إلى تنظير المثانة للحصول على عينات من الأنسجة للتحليل. يعتمد العلاج على نوع السرطان ومرحلته، وقد يشمل العلاج الجراحي، العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي.

5. تضخم البروستاتا الحميد (BPH)

أسباب تضخم البروستاتا

رغم أن تضخم البروستاتا يعد مشكلة خاصة بالرجال، إلا أنه يؤثر بشكل غير مباشر على المثانة. يحدث عندما تنمو البروستاتا بشكل غير طبيعي وتضغط على المثانة، مما يعوق تدفق البول. يتسبب هذا التضخم في زيادة الحاجة للتبول أو احتباس البول في المثانة.

الأعراض

• الحاجة للتبول بشكل متكرر، خاصة في الليل.

• صعوبة في البدء في التبول.

• تدفق ضعيف للبول.

• شعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل.

التشخيص والعلاج

يتم تشخيص تضخم البروستاتا من خلال الفحوصات السريرية، مثل فحص المستقيم الرقمي، بالإضافة إلى فحص البول. يعتمد العلاج على شدة الأعراض وقد يشمل الأدوية لتقليل حجم البروستاتا أو الجراحة في الحالات المتقدمة.

6. المثانة العصبية

أسباب المثانة العصبية

تحدث المثانة العصبية عندما لا تتمكن الأعصاب التي تتحكم في المثانة من العمل بشكل صحيح. يمكن أن يكون هذا نتيجة لحالات مثل:

• التصلب المتعدد.

• إصابات الحبل الشوكي.

• مرض باركنسون.

الأعراض

• صعوبة في التبول أو عدم القدرة على التبول.

• تسرب البول بشكل غير إرادي.

• الحاجة الملحة للتبول مع فقدان السيطرة على المثانة.

التشخيص والعلاج

تشمل طرق التشخيص التصوير العصبي و الاختبارات urodynamic، التي تقيّم وظيفة المثانة. يمكن أن تشمل العلاجات الأدوية للتحكم في التقلصات العضلية، العلاج الفيزيائي لتقوية عضلات المثانة، أو الجراحة لتصحيح الأعطال العصبية.

7. المثانة المفرطة النشاط

أسباب المثانة المفرطة النشاط

المثانة المفرطة النشاط هي حالة تتمثل في التبول المتكرر والملح، حتى في الأوقات غير المناسبة. يحدث هذا عندما تكون المثانة مفرطة في النشاط بسبب:

• الإجهاد النفسي.

• العدوى البولية.

• التقدم في السن.

• استخدام بعض الأدوية.

الأعراض

• الحاجة الملحة للتبول بشكل متكرر.

• تسرب البول.

• الشعور بالإلحاح أثناء النهار أو الليل.

التشخيص والعلاج

يمكن تشخيص هذه الحالة من خلال الاختبارات البولية وتحليل التاريخ الطبي. تشمل العلاجات الأدوية التي تقلل النشاط المفرط للمثانة و العلاج الطبيعي لتحسين التحكم في العضلات.

الختام

تعد أمراض المثانة من الحالات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، وقد تكون مصحوبة بأعراض مزعجة تؤثر على النشاطات اليومية. من المهم أن تكون هناك متابعة طبية دقيقة لتشخيص هذه الأمراض وعلاجها بشكل فعال.